ذات صلة

الفتحاوي الذكي

يقول الفتحاويون الأذكياء (رغم أن الذكاء وأشياء كثيرة مفقودة لدى الفتحاوي)، عبر “السكريبت” المُعمّم: ماذا استفدنا من السابع من أكتوبر؟  ثمّ يسردون كيف أن الاتفاق الحالي يفاوض على ما كان أصلاً بيد السلطة الحاكمة لغزة، قبل الطوفان.

وبمنتهى “الذكاء” المفقود، يُسقطون انتفاضة الأقصى التي أطلقها الشهيد ياسر عرفات لهدفين، واحد مُعلن وهو زيارة أرئيل شارون للمسجد الأقصى، وآخر مستتر، وهو تحريك مسار اتفاق أوسلو وحلّ الدولتين الذي انتهى عام ألفين، ووصل إلى جدار أعلى من جدار الفصل العنصري، ذلك الذي كان أحد نتائج الانتفاضة الثانية!

بعد خمس سنوات انتهت الانتفاضة الثانية باستشهاد ياسر عرفات، وانتهاء أيّ أمل بإقامة دولة فلسطينية، حتى لو على رام الله والبيرة ورنتيس، أما اقتحام الأقصى فلا يزال مستمراً من خلال إيتمار بن غفير ، وآخرها الأسبوع الماضي، والأسبوع القادم!

وبعد عشرين عاماً على انتهاء انتفاضة الأقصى، تحوّل موظفو فتح إلى أدوات قمع أمنية للشعب الفلسطيني الذي يحاول أن ينتفض على زيارات بن غفير للأقصى، ومن لا تسعفه لياقته البدنية للعمل في الأمن تحوّل إلى “شبّيح” على مواقع التواصل يهاجم كل من يهاجم زيارات بن غفير للأقصى!

لا دولة قادمة؛ لكن من قال إنّ الفتحاويين يريدون دولة!

كل ما يريده الفتحاويون الآن هو نصف الراتب الذي يزوّدهم به بتسئيل سموتريتش، وهو وزير المالية الإسرائيلي المتطرف، الذي يسمح أو لا يسمح بتدفق الأموال إلى السلطة الفلسطينية.

يقول الفتحاويون إنهم يحافظون على الإنسان في الضفة، حتى لا يلقى مصير أخيه الإنسان في غزة، وحتى لو اقتضى ذلك أن يموت الإنسان الفلسطيني تحت التعذيب في سجون رام الله!

وإن نجا الفلسطينيون من الموت المتفرّق بين قمع أجهزة السلطة وبطش الجيش الإسرائيلي، لا تضمن له السلطة الفلسطينية أرضاً ليعيش عليها، فالاستيطان قريباً سيصل إلى دوار المنارة في شارع الإرسال.

أريد أن أعرف ما هو مشروع فتح، وما هو آخر انتصار حققته الحركة أو القبيلة، غير وفاة شارون بالجلطة!

بالنسبة لي، سأكتفي بانتصار وحيد لحركة فتح، أن تُعلن هذا المساء عن قتلة ياسر عرفات، وتُحيلهم إلى المحاكمة.

.. فقط، ويخلف عليكم!

نادر رنتيسي
نادر رنتيسي
كاتب له عدة إصدارات قصصية وسردية ويعمل في الصحافة
المادة السابقة