ذات صلة

الأغاني لا تكذب!

لم يمر شهر مارس/ آذار في أي عام من دون أن يذكّرني يوتيوب بأغنية “ياحيف” للفنان المناضل سميح شقير، حتى ظننتُ أنه يتبع لـ “تنسيقية درعا المحطة”!

تدور الأغنية يوماً أو يومين على هاتفي وفي سيارتي وجهاز العمل، ودائماً ما كانت خاتمتها تستفز عيني:

“احنا اللي قلنا اللي بيقتل شعبو.. خاين.

يكون من كاين.

 والشعب مثل القدر من ينتخي ماين.

والشعب مثل القدر،

 والأمل باين”.

كانت الثورة السورية قضيتي حتى قبل انطلاقتها، فمنذ انطلقت الثورة المصرية، كنتُ أرى أن الثورات العربية لن تكتمل إلا بأن تكنس الشام حكم آل الأسد.

خمس سنوات حتى 2016، كنتُ أنام على انتصارات الثورة وأصحو على انكساراتها، حفظتُ أسماء شهدائها، وكنتُ أحسبُ أراضيها المحررة بالأمتار، ودوّنتُ آياتها في كل ما كتبت.

تراجعتْ الثورة مع الاحتلال الروسيّ لسماء سوريا، وبعد ثلاثة أعوام من انكسار الثورة كتبتُ في مارس نصاً بعنوان “غرّد كأنّكَ الثورة”، خاطبتُ فيه المخلوع بشار الأسد:

“لا تظنّ أنكَ كسرتَ الثورة بالسلاح الحرام والمحرّم، وبالجنود المستوردين من جهات الأرض.. صحيحٌ أنّ عشرة أعوام مرّت، وستمرُّ عشرة أخرى، لكنّ الثورة لا تُهزم إلا بعد أن تنتصر”.

وبعد ثلاثة أعوام أخرى ارتكب الرئيس الروسيّ خطيئته باحتلال أوكرانيا. يوم الثلاثاء الرابع والعشرين من فبراير 2024، كنتُ شريراً كما لم أكن، فقد فرحتُ بالغزو الروسي، كنتُ أراه أول يوم في تحرير سوريا.

فإيران وميليشياتها لم تستطع صدّ الثورة، فقد كان الثوار في 2015 على أبواب قصر المهاجرين، قبل التدخل الروسي في نهاية ذلك العام، بعد زيارة قاسم سليماني إلى بوتين، وهي الرواية التي أكدها حسن نصر الله.

سقط حكم آل الأسد، هزّت أركانه كلمة “حرية” كما تقول الأغنية.

والأغاني لا تكذب!

نادر رنتيسي
نادر رنتيسي
كاتب له عدة إصدارات قصصية وسردية ويعمل في الصحافة
المادة السابقة
المقالة المقبلة