نادر رنتيسي أحد أحدث الأسماء التي انضمّت إلى قائمة كتاب القصة القصيرة في الأردن، وقد حظيت مجموعته الأولى باهتمام العديد من النقاد ما ينبئ بأنه سيكون من أقوى الأسماء في المشهد الأدبي المعاصر في الأردن.
تتسم كتابته بالجدّة والحدّة، وتكشف عن تمكّن ملحوظ من اللغة العربية، يتجلى ذلك في تعامله غير المألوف مع المفردات والتعابير، وعدم تكراره لتجربة أي كاتب عربي، واجتراحه أسلوبا يخصه وحده.
يتناول نادر رنتيسي في كتاباته حاجات الجسد والروح والتطلعات التي ترهق حاضر الإنسان، متأملا في المباح والمحظور، ويحفر نصه في المعاناة والألم بحثا عن الرضا، من دون أن يسلك سبلا معتادة لتجارب سابقة.
إنه ببساطة غير راض عما توصل إليه الآخرون، ويحس أن بحثه إنسانيا عاما، ولكنه بحث من اجل تفرّد شخصه وأسلوبه الذي يخصه كإنسان دون غيره.
إن نجاح نادر رنتيسي يتأتى من سعيه للتمسّك بمفرداته كشخص وكاتب مستقل، ورفضه الركون إلى ما هو في المتناول أو ما حققه الآخرون؛ ففي حفره العميق في الذات استطاع تمييز ذاته عن بقية الكتاب من جيله، ونجح في الاستحواذ على اهتمام القرّاء بتقديمه ما هو جديد.